تأمل في قول الله: "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"**

في هذه الآية الكريمة التي جاءت في سورة الإسراء، يُظهر الله تعالى لنا حقيقة عميقة ومفهومًا أساسيًا في الإيمان الإسلامي. يشير هذا البيان إلى أن الله لا يعاقب الناس بعذاب شديد إلا بعد أن يبعث لهم رسولا بالتوجيه والإرشاد.

يتعلق هذا البيان بمفهوم الرحمة والعدالة الإلهية، حيث يعني أن الله لا يعاقب أحدًا إلا بعد أن يرسل له رسولًا ليُنذره ويُبين له الحقائق والسُبُل الصالحة. فالله تعالى، برحمته، يمهل الناس ويبعث لهم الرسل ليهديهم ويُبلغهم الرسالة.

هذا التأمل يوحي بأهمية الرسل والأنبياء في الإسلام، حيث يعتبرون وسائل لرحمة الله وعدالته. كما يُظهر أيضًا مدى عظمة رحمة الله وحكمته، حيث لا يعاقب الناس إلا بعد أن يوفر لهم الإرشاد والفرصة للتوبة والرجوع إليه.

بالتالي، يجب علينا كمؤمنين أن نستشعر هذه الرحمة والعدالة في تعاملنا مع الآخرين، وأن نعمل جاهدين على نشر الخير والحق، كما فعل الأنبياء والرسل الذين بعثهم الله لهداية البشرية.
في إضافة إلى ذلك، يُظهر هذا البيان الإلهي أهمية الرسالة الإلهية وتبليغها للبشرية. فالله تعالى يُرسل الرسل ليُبلغوا الناس برسالته ويُوجهوهم إلى الطريق الصحيح، وهذا يعكس عناية الله بخلقه ورغبته في هدايتهم.

علاوة على ذلك، يُشير هذا البيان إلى أن العذاب الإلهي ليس مجرد عقاب عشوائي، بل هو نتيجة للرفض والتجاهل للتوجيهات الإلهية التي بُعث بها الرسل. ومن ثم، فإن التوجيهات الربانية والرسالة الإلهية تعتبر وسيلة لتحقيق السلام والسعادة في الحياة الدنيا والآخرة.

لذا، يُمكننا استخلاص عبرة من هذه الآية بأنه يجب علينا أن نستجيب لدعوة الله ونتبع الرسل والأنبياء الذين بعثهم، ونعمل بجدية على اتباع السُنن الحكيمة التي أُرسلت لنا لتوجيهنا نحو الخير والسعادة.
بالتأكيد، يمكننا أيضًا أن نستشعر من هذه الآية الكريمة أهمية الرسالة النبوية في توجيه البشرية وتحقيق السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة. إذ يعكس قول الله "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" فكرة أن الله تعالى يُفضل إرسال الرسل وإعطاء الإرشاد قبل توجيه العذاب.

ومن هنا، يتبادر إلى الذهن أهمية استجابتنا لدعوة الله وتقبل الهداية التي بُعث بها الرسل. فإن الإيمان والتقوى والتزام الخير هي السُبُل التي تحقق لنا السعادة وتجنبنا العذاب.

كما أن هذه الآية تدعونا إلى التأمل في نعمة الرسالة النبوية والتفكر في الحكمة والمواعظ التي جاءت بها الأنبياء والرسل. فهم يمثلون قدوة لنا في حياتنا ومصدر للإلهام والتوجيه للخير.

لذا، يجب أن نكرم ونحترم الرسل ونحافظ على رسالتهم، ونعمل على نشر الخير والعدل والسلام في العالم، تحت قيادة الرسل الذين بعثهم الله لتوجيهنا وتحقيق الخير في حياتنا.
بالطبع، يمكننا أيضًا أن نستخلص من هذه الآية الكريمة أهمية الرسول الذي يأتي بالتوجيه والإرشاد للناس. إن وجود الرسول يمثل نعمة عظيمة من الله للبشرية، حيث يُظهر لنا الطريق الصحيح والسُبُل التي تؤدي إلى رضا الله وسعادتنا في الدنيا والآخرة.

من خلال هذه الآية، ندرك أن الرسول ليس مجرد وسيلة لتوصيل الرسالة، بل هو أيضًا قدوة للناس ومثال يُحتذى به في السلوك والأخلاق والتقوى. ومن ثم، فإن الالتزام بتعاليم الرسول واتباع سُنته يعد طريقًا للنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.

بالتالي، يتحمل المسلمون مسؤولية كبيرة في نشر رسالة الإسلام والتعريف بتعاليمه، وذلك من خلال السلوك الحسن والتوجيه بالحكمة والعلم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه الصالحون.

في النهاية، يمكن أن نستشعر من هذه الآية الكريمة أهمية الرسالة النبوية في توجيه البشرية نحو الخير والسعادة، وضرورة الالتزام بتعاليم الرسول واتباعها كمرشد لنا في حياتنا.
محمد صالح سعيد الصنوي
بواسطة : محمد صالح سعيد الصنوي
<a href="https://alsnwy.blogspot.com/<مدونة محمد صالح سعيد الصنوي /a>
تعليقات