قال تعالى: "ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور * ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور * إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير".
من الناس من يكون يائسا قانطا من رحمة الله اذا ابتلي بمحنة من بعد رخاء، وما أن تعود له النعمة مجددا ينقلب بطرا فخورا. أما المؤمنون فيصبرون على الشدائد، ويعملون الصالحات عند النعمة والرخاء.
صبر وإيمان المؤمنين في الله يجعلهم يستمرون في طاعته وعبادته في الأوقات الصعبة والسهلة على حد سواء. فهم يعيشون بقناعة أن الله هو الرازق الحقيقي وأنه لن يتركهم بلا رحمته ورعايته. لذلك، يعيشون بشكر وتواضع في النعمة ويصبرون ويتوكلون على الله في البلاء.
القرآن الكريم يحث المؤمنين على أن يكونوا صابرين ومحتسبين، وذلك لأن الله وعد المؤمنين بالمغفرة والأجر العظيم في الدنيا والآخرة. فعندما يتعرض المؤمن للبلاء والمصاعب، يتحلى بالصبر والتوكل ويستمر في أداء الصالحات، عارضاً الأمور السيئة بالثقة والتفاؤل بفضل الله.
لذلك، المؤمنون لا ييأسون أبدًا من رحمة الله، فهم يعتقدون بإحسان الله ورحمته التي لا تنقطع، سواء في الأوقات الصعبة أو السعيدة. وهم يدركون أن الابتلاءات والتحديات من أجل اختبار صبرهم وإيمانهم وتقويتهم، وأنها فرصة للتطهير والتقرب إلى الله.
لذلك، يجب على كل إنسان أن يتأمل في هذه الآيات ويسعى لاكتساب صبر وثقة بالله في جميع الأوقات، وأن يعمل الصالحات سواء في الصعود أو النزول. فالصبر والعمل الصالح هما المفتاح للمغفرة والأجر العظيم من الله.
