يبين لنا الله أسلوب الدعوة إليه، قال تعالى:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ (النحل: 125).**
المعنى:
ادع إلى عبادة الله تعالى بحكمة، وهي الأسلوب الذي يُحسن اختياره الداعية، ويراعي فيه حال المستمع، ويكون مبنيًا على العلم والفهم، والابتعاد عن العنف والغلظة.
ودع إلى عبادة الله تعالى بالوعظ الحسن، وهو النصيحة الهادفة التي تؤثر في القلب، وتترك أثرًا حسنًا في النفس.
وجادلهم بالتي هي أحسن، وهي الحجة الواضحة والبرهان القاطع، التي تثبت صحة ما يدعون إليه.
والله تعالى هو أعلم بمن ضل عن سبيله، ومن اهتدى إليه، فهو وحده القادر على هداية عباده.
التفسير:
هذه الآية الكريمة تصف أسلوب الدعوة إلى الله تعالى، الذي يتميز بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادئ.
فالحكمة هي الأسلوب الذي يُحسن اختياره الداعية، ويراعي فيه حال المستمع، ويكون مبنيًا على العلم والفهم، والابتعاد عن العنف والغلظة.
والموعظة الحسنة هي النصيحة الهادفة التي تؤثر في القلب، وتترك أثرًا حسنًا في النفس.
والحوار الهادئ هو الأسلوب الذي يُبنى على الاحترام والتقدير، ويهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، وليس إلى الانتصار على الخصم.
وهذا الأسلوب هو الذي يحقق أهداف الدعوة، ويؤدي إلى إقبال الناس على دين الله تعالى.
فعندما يدعو الداعية إلى الله تعالى بحكمة، ويحسن اختيار الأساليب المناسبة، ويراعي حال المستمع، فإنه يُسهم في جذب الناس إلى دين الله تعالى، ويجعلهم أكثر استعدادًا لسماع الحق والإيمان به.
وإذا دعا الداعية إلى الله تعالى بالوعظ الحسن، فإنه يُخاطب القلب، ويؤثر فيه، ويترك أثرًا عميقًا فيه.
وإذا جادل الداعية بالتي هي أحسن، فإنه يُقدم الحجة الواضحة والبرهان القاطع، ويُظهر صحة ما يدعون إليه.
والله تعالى هو أعلم بمن ضل عن سبيله، ومن اهتدى إليه، فهو وحده القادر على هداية عباده.
التطبيقات:
من التطبيقات العملية لهذه الآية الكريمة ما يلي:
- الحرص على اختيار الأسلوب المناسب للدعوة إلى الله تعالى، والذي يراعي فيه حال المستمع.
- التحلي بالحكمة في الدعوة إلى الله تعالى، والابتعاد عن العنف والغلظة.
- تقديم النصيحة الهادفة التي تؤثر في القلب، وتترك أثرًا حسنًا في النفس.
- الحوار الهادئ مع الناس، والاحترام والتقدير لهم.
- الحرص على تقديم الحجة الواضحة والبرهان القاطع.
والله تعالى هو الموفق للصواب.