الغيبة من الذنوب الكبيرة التي نهى عنها الله تعالى في كتابه الكريم، وحذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة. وهي من أشد أنواع الإيذاء للآخرين، لأنها تتسبب في إيقاع الأذى النفسي بهم، والإضرار بسمعتهم وكرامتهم.
ولكن هناك بعض الحالات التي تجوز فيها الغيبة، وهي الحالات التي يقصد بها النفع أو دفع الضرر عن الشخص المغتاب عنه، وذلك وفقًا لضوابط معينة، وهي:
- أن يكون الغرض من ذكر العيب هو النفع أو دفع الضرر عن الشخص المغتاب عنه، وليس مجرد التشهير به أو الإساءة إليه.
- أن يكون ذكر العيب بقدر الحاجة، ولا داعي للمبالغة فيه أو تشويه سمعة الشخص المغتاب عنه.
- أن يكون ذكر العيب في مكان خاص، ويجب عدم نشره بين الناس.
أمثلة على الحالات التي تجوز فيها الغيبة:
- طلب النصيحة من شخص آخر في أمر يتعلق بشخص ما، بحيث يكون ذكر عيب الشخص المغتاب عنه ضروريًا للوصول إلى النصيحة الصحيحة.
- إخبار شخص ما بما يكرهه في غيبته، إذا كان ذلك بهدف إصلاحه أو نصحه.
- إخبار شخص ما بما يكرهه في غيبته، إذا كان ذلك بهدف الدفاع عن النفس أو الآخرين من الأذى.
الضوابط اللازمة لجعل الغيبة جائزة:
- أن يكون الغرض من ذكر العيب هو النفع أو دفع الضرر عن الشخص المغتاب عنه، وليس مجرد التشهير به أو الإساءة إليه.
- أن يكون ذكر العيب بقدر الحاجة، ولا داعي للمبالغة فيه أو تشويه سمعة الشخص المغتاب عنه.
- أن يكون ذكر العيب في مكان خاص، ويجب عدم نشره بين الناس.
أهمية الضوابط اللازمة لجعل الغيبة جائزة:
تُعد الضوابط اللازمة لجعل الغيبة جائزة مهمة، وذلك لأنها تضمن أن تكون الغيبة في حدود ما يسمح به الشرع، ولا تتحول إلى ظلم أو إساءة للغير.
الحالات التي لا تجوز فيها الغيبة:
بالإضافة إلى الحالات التي ذكرناها سابقًا، هناك حالات أخرى لا تجوز فيها الغيبة، وهي:
- الغيبة من أجل التشهير بالآخرين، أو من أجل الإساءة إليهم، أو من أجل الحصول على منفعة شخصية.
- الغيبة من أجل مجرد الحديث عن الآخرين، أو من أجل قضاء وقت الفراغ.
- الغيبة من أجل إفشاء أسرار الآخرين.
حكم الغيبة إذا لم تتوافر فيها الضوابط اللازمة لجعلها جائزة:
إذا لم تتوافر الضوابط اللازمة لجعل الغيبة جائزة، فإنها تكون حرامًا، وذلك لأن الغيبة في هذه الحالة تصبح من قبيل التشهير بالآخرين، أو الإساءة إليهم، أو ظلمهم.
أمثلة على الغيبة في الواقع:
توجد العديد من الأمثلة على الغيبة في الواقع، منها:
- ذكر شخص بما يكرهه في غيبته من صفاته أو أفعاله أو أقواله.
- نشر أخبار أو معلومات عن شخص ما في غيبته، حتى لو كانت صحيحة، ولكنها تتسبب في إيذائه.
- الإشارة إلى شخص ما في مجلس ما بطريقة تجعله يشعر بالإهانة.
خاتمة:
الغيبة من الذنوب التي يجب على المسلم أن يحرص على الابتعاد عنها، حتى في الحالات التي تجوز فيها، وذلك لأن الغيبة من الذنوب التي قد تؤدي إلى فساد العلاقات بين الناس، ونشر العداوة والبغضاء.