### 1. الغباء كظاهرة إنسانية
الغباء ليس مرضًا عضويًا، بل هو **سلوك معرفي منحرف**، يتجلى في تجاهل المنطق، رفض الحقائق، أو اتخاذ قرارات غير عقلانية رغم توفر المعلومات. وهو لا يرتبط بجنسية أو دين أو طبقة اجتماعية، بل يظهر في كل المجتمعات، ويُمارس أحيانًا تحت غطاء من الثقة الزائفة أو التعصب.
### 2. الأسباب النفسية للغباء
- **الأنانية المعرفية**: الشخص يظن أنه يعرف كل شيء، فيرفض التعلم أو الاستماع.
- **الخوف من التغيير**: التمسك بالأفكار القديمة حتى لو ثبت خطؤها.
- **الانحياز التأكيدي**: البحث فقط عن المعلومات التي تؤكد وجهة نظره، وتجاهل ما يخالفها.
### 3. الغباء في الخطاب العام
في كثير من الأحيان، يُستخدم الغباء كأداة في الخطاب السياسي أو الإعلامي:
- لتبرير قرارات غير منطقية.
- لتضليل الجماهير عبر تبسيط القضايا المعقدة.
- لتشويه صورة الآخر المختلف دينيًا أو فكريًا.
وهنا تكمن الخطورة: حين يتحول الغباء من سلوك فردي إلى **منهج جماعي** يُغذى بالتكرار والتلقين.
### 4. الغباء والتدين: هل هناك علاقة؟
الدين يدعو إلى التفكر والتدبر، لكن بعض الأفراد يسيئون استخدامه:
- يخلطون بين النصوص الدينية وتفسيراتهم الشخصية.
- يستخدمون الدين لتبرير سلوكيات غير عقلانية أو عنيفة.
- يرفضون الحوار بحجة "امتلاك الحقيقة المطلقة".
وهنا يجب الفصل بين **الدين كمنظومة قيمية** وبين **سلوك الأفراد** الذين قد يمارسون الغباء باسم الدين.
### 5. كيف نحمي أنفسنا من الغباء؟
- **تعزيز التفكير النقدي** منذ الطفولة.
- **تشجيع الحوار المفتوح** مع المختلفين.
- **الاعتراف بالخطأ** كفضيلة لا كضعف.
- **القراءة المستمرة** وتوسيع المدارك.
### 6. الغباء في العصر الرقمي
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بيئة خصبة للغباء:
- انتشار الشائعات دون تحقق.
- ثقافة "الترند" التي تهمش العمق.
- التفاعل السطحي مع القضايا الكبرى.
لكنها أيضًا فرصة: لنشر الوعي، وتفكيك الخطاب الغبي، ومواجهة التضليل.